الاثنين، 5 أبريل 2010

العلم-المعرفة-الفرض-الافتراض-النظرية-منهج البحث العلمي

تعني كلمة العلم لغوياً ،مجموعة الحقائق والوقائع والنظريات،ومناهج البحث التي تزخر بها المؤلفات العلمية(6).كما يعرف العلم بأنه " نسق المعارف العلمية المتراكمة أو هو مجموعة المبادئ والقواعد التي تشرح بعض الظواهر والعلاقات القائمة بينها " .

وظـائف العـلم :
يضطلع العلم بوظيفة أساسية تتمثل في اكتشاف النظام السائد في هذا الكون،وفهم قوانين الطبيعة والحصول على الطرق اللازمة للسيطرة على قوى الطبيعة والتحكم فيها،وذلك عن طريق زيادة قدرة الإنسان على تفسير الأحداث والظواهر والتنبؤ بها وضبطها
وتنحصر وظائف العلم في تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية وهي :

أ-الاكتشاف والتعبير :
وتتمثل هذه الوظيفة للعلم في اكتشاف القوانين العلمية العامة والشاملة للظواهر والأحداث المتشابهة والمترابطة والمتناسقة عن طريق ملاحظة ورصد الأحداث والظواهر وتصنيفها وتحليلها عن طريق وضع الفرضيات العلمية المختلفة،وإجراء عمليات التجريب العلمي للوصول إلى قوانين علمية موضوعية عامة وشاملة تفسر هذا النوع والوقائع والأحداث.
ب- التنبؤ العلمي :
بمعنى أن العلم يساعد على التنبؤ الصحيح لسير الأحداث والظواهر الطبيعية وغير الطبيعية المنظمة بالقوانين العلمية المكتشفة،مثل التوقع والتنبؤ بموعد الكسوف والخسوف،وبمستقبل حالة الطقس،وبمستقبل تقلبات الرأي العام سياسياً واجتماعياً إلى غير ذلك من الحالات والأمور التي يمكن التنبؤ العلمي بمستقبلها وذلك بغرض أخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة ذلك.
ولا يقصد بالتنبؤ هنا،التخمين أو التكهن بمعرفة المستقبل،ولكن المقصود هو القدرة على توقع ما قد يحدث إذا سارت الظروف سيرا ًمعيناً،مع التذكير بأن التنبؤات العلمية ليست على نفس الدقة في جميع مجالات العلم،ففي العلوم الطبيعية،تكون أكثر دقة منها في مجالات العلوم السلوكية،ومجالات المعرفة الاجتماعية.

جـ- الضبط والتحكم :
يساهم العلم والبحث العلمي في عملية الضبط والتحكم في الظواهر والأحداث والوقائع والأمور والسيطرة عليها وتوجيهها التوجيه المطلوب،واستغلال النتائج لخدمة الإنسانية،وبذلك تمكن الإنسان بفضل العلم من التحكم والضبط ( مثلاً ) في مسار الأنهار الكبرى،ومياه البحار والمحيطات،والتحكم في الجاذبية الأرضية واستغلال ذلك لخدمة البشرية،كما اصبح اليوم بفضل العلم،التحكم في الأمراض والسلوكيات البشرية وضبطها وتوجيهها نحو الخير،وكذلك التحكم في الفضاء الخارجي واستغلاله لخدمة الإنسانية جمعاء .
==================================================
Scientific knowledge

بل التطرق إلى مفهوم المعرفة العلمية نتناول بالتحديد إلى الكلمتين المكونتين لهذا المفهوم كونهما يشكلان هذا المفهوم ويلتقيان معه في نطاق محدد ، وهما :

أ - المعرفة :
وتتحدد على أنها " مجموعة من المعاني والمفاهيم والمعتقدات والأحكام والتصورات الفكرية التي تتكون لدى الإنسان نتيجة لمحاولاته المتكررة لفهم الظواهر والأشياء المحيطة به"
ويحلل "
ليهر K.LHRER" كلمة يعرف " KNOW " في اللغة الإنجليزية ، حيث يوضح معاني هذه الكلمة على النحو الأتي
- امتلاك صورة خاصة معينة من القدرة على عمل شيء ما .
- المعرفة باللقاء والاطلاع أو الاتصال المباشر .
ويبدو من تشابه المعاني لكلمة " معرفة " بين اللغة العربية واللغة الإنجليزية إنها تدور في مجملها حول الإدراك والفهم .
وعلى نحو قريب طرح "
فوكو " مفهوم المعرفة " EPISTEME " باعتبارها أيضا شبكة مفهومية تتضمن كل الأنماط المعرفية في حقبة زمنية معينة
وعليه تشمل المعرفة مجموع المعارف الروحية ، الوثنية ، الاقتصادية السياسية ، الثقافية والعلـمية فـي الوقـت نـفـسه ، لـذا تـوجد أنواع مختلفة من المعارف فإذا كان إدراجها ضمن فئات معينة قد شابه نوعا من الاختلاف بين المفكرين إلا أن هذا الاختلاف يعود بالدرجة الأولى إلى المدرسة الفكرية التي ينتمي إليها صاحبها لذا و بـعـد اطـلاعنـا علـى بعض هذه التقسيمات اهتدينا إلى تبني تقسيم يلم أهم أو
بمختلف المعارف و التي يمكن أن نذكر منها :
المعرفة العامية ، الدينية ، الميتافيزيقية " الفلسفية " ، السياسية ، التقنية و الادراكية للعالم الخارجي ، معرفة ألاغيار- النحن – الجماعات –الطبقات – المجتمعات المدركة في واقعها والمثبتة صحتها بحكم واع ، معرفة الحس السليم .
كما أن هنالك
أشكالا مختلفة للمعرفة هي كالآتي :
المعرفة العقلية ، التجريبية ، التنظيرية ، الوضعية و المد ركية ، الرمزية و المناسبة ، الجماعية ، الفردية .


ب- العلم فيمكن تعريفه على أنه

هو " منهج يسعى للوصول إلى مجموعة مترابطة من الحقائق الثابتة المصنفة والقوانين العامة
وانطلاقا من تحديد مفهومي المعرفة و العلم نجد أن هنالك ضرورة للتميز بين العلم والمعرفة من جهة وبين المعرفة العلمية والمعرفة التقنية أي أدوات العلم ومبتكراته المادية – من جهة أخرى ، فإذا كان من الممكن الحديث عن " عالمية العلوم فان للتقنية خصوصياتها المشتقة من الظروف التي تراكمت وتكونت في كنفها ، وإذا كانت منجزات العلم متاحة فان مـبـتـكــراتــه الـتــقــنـيـة تـجــيـب عــن الـحـاجــات الـتــي تـــــظـــهـــر فــي بــــيـــئــتـهــا ، وهــكــذا فـلـيـســت الــتــقــنــيـــة هــي الـمـقــصـودة بـالـتـكـامــل إلا فـي قـوانـيـنـهـا الـعـامــة بـسـبـب طـبـيـعـتها العلمية .


وانما المقصود هو العلم بآفاقه الرحبة والمعرفة العلمية للكون والحياة والأفراد عن وعي ونظرة مدركة أن العناية بالعلم بحثا واستقصاء وتخصصا وكشفا ، وانما يصب في النتيجة في إطار المعرفة بمعناها الشامل و كما أن تبسيطه وإدخال مفاهيمه ومناهجه ومعلوماته إلى حياة الأفراد بما هو جانب من جوانب نشر المعرفة العلمية ، وإرساء التوازن ما بين العلم والعمل على أن استيراد العلم أو نتائج التقنية لن يحقق المعرفة التي نرجوها ما لم نتعلم لغة هذه الحضارة الجديدة والقوانين التي تحكم حريتها ، أي ما لم تنبع من داخلنا وتصبح جزءا من كياننا الفكري ، وهذا يعتمد أولا على المشاركة الواسعة من مختلف القوى العلمية ، وعلى الإيمان بان حقائق العلم ليست أبدية وثابتة وبالإمكان على الدوام مناقشتها والإتيان بالجديد فيها وأخيرا على رفض النضرة الغيبية والتعامل مع الطبيعة والحياة في موقف التفهم المباشر والعقلية المنهجية وهذه الشروط كلها إنما هي في الوقت نفسه شروط المعرفة الحقة التي تتطلبها الثورة العلمية وتطبيقاتها التقنية ، التي تقوم وظائفها على
ثلاثة جوانب :


- اكتشاف المعرفة العلمية أي البحث العلمي وخدماته وما يتصل به
- نقل المعرفة العلمية أي التعليم العلمي بمختلف أشكاله ، ونقل التقنية أفقيا وعموديا
- نشر المعرفة العلمية أي تعميم المعرفة العلمية عن طريق التعليم ، التثقيف والتدريب ، ونشر الوعي العلمي والمعرفي .

لنصل في الأخير إلى تحديد مفهوم المعرفة العلمية : كونها تعتبر فرعا ناجحا من فروع المعرفة ، وهي مشروطة وفق ما تقدم بالمبادرة الذاتية ومحكومة بالقوانين الفيزيائية والقيم الأخلاقية على حد سواء و ذلك إن التطبيق غير ضروري ما هو إلى دفع الفوضى حتى الذروة ، كما أن المعرفة في عمقها قيمة فبينما يهبنا الكون الحياة نمنح القيمة بدورنا للكون ونجسد ذلك المنح بممارسة المعرفة العلمية .
وقريبا من هذا الطرح يرى بعض العلماء إنما هو " لون من التعلم يعني عددا من المقررات الدراسية التي توجه اهتمام الفرد نحو بعض النشاطات المفيدة وهي محصورة في المجال الفكري والعلمي ، ويعتقد آخرون أنها تمثل نوعا من " التوجيه " وإثارة الاهتمام واكتساب المهارات التي تعين المرء على تمضية وقت فراغه بطرق إيجابية .

ويقول " كارل بوبر
karl.POPPER " في هذا الموضوع " يضع العالم سواء أكان نظريا أم تجريبيا قضايا وانساق من القضايا ثم يختبرها تدريجيا في ميدانا لعلوم الامبريقية وبصفة خاصة يكون فروضا وانساقا من نظريات ويجري عليها اختبارا في مواجهة الخبرة عن طريق الملاحظة والتجربة
ويقول عنها جورج غورفيتش " إنها نوع معرفي ينزع إلى التجرد والانفتاح والتراكم والانتظام والتوازن ولا وصل بين المدركي والتجريبي ، أنها تنطلق من أطر علميـة هي جوهرهـا حصيلـة نتائج سابقـة غالبـا ما تدعو إلىتحقق اختياري ".
ويقول عنها "
لاروشال و ديستولرlAROCHELLE & DESAUTELS " سنة 1992 ، تعتبر المعرفة العلمية حديثة ومبتكرة ، فالعلماء ينشئون مفاهيم وقوانين ونظريات بهدف تفسير الظواهر التي يضمونها ، وهم بذلك يجيبون عن التساؤلات التي يطرحونها بخصوص هذا التصميم ، أن المعرفة العلمية معرفة جدلية تقوم على البرهان وإنتاجها يتم بشكل جماعي وأساسيا ، وليس إنتاج العلم أمر مزاجيا أو فطريا ، فالنماذج والحلول المطروحة تخضع دائما لتقويم من طرف أفراد آخرين يقيمون هدفها المنطقي والتجريبي ، إذن هي حصيلة الحقائق والأفكار والمعتقدات والمعاني والرموز التي تتكون لدى الفرد وتزحم واقع البيئة الطبيعية والثقافية التي تحيط به ككل .
المفهوم الإجرائي :
إن المعرفة العلمية نعني بها المعلومات والمعارف ، والمهارات الفكرية العلمية والثقافية التي تنمي لدى الشباب القدرة على استخدام منهج التفكير العلمي في مختلف جوانب حياته ويبتعد عن الغيبيات قدر الإمكان .
أما نشر المعرفة العلمية فنقصد به زيادة الوعي بالأفاق الجديدة التي تنتظر الشاب الجزائري ، وخاصة في المجال العلمي ، المعرفي والثقافي ، وذلك كله في تنسيق وتكامل بين قدرات الشباب و إمكاناته وحاجة المجتمع للتنمية والتغيير ، ضمن إطار عمليات التعليم ،التثقيف ،التدريب والتوعية ، التي يقوم بها المركز ضمن مختلف نشاطاته وبرامجه .

الفرض

توجد بين المشاهدة التجريبية، والملاحظة العامة، وبين الوصول إلى الحقيقة فجوة يجب سدها بالفروض التي تقوم بدور الجسر بين الحقيقة والتجربة. والفرض هو بمثابة الصورة الهندسية، التي يضعها البناء، قبل البدء بالتعمير، فهو صورة غير حقيقية للنظرية، التي تأتي من بعده، وتمهد لمعرفة القانون.

ذلك لأن الباحث يبدأ بجمع الملاحظات، والمشاهدات التجريبية، فإذا اجتمعت عنده، لا يعرف بالضبط طبيعة العلاقة بينها، فيفترض نوعا من العلاقة، ويحاول التثبت من صحتها

الفروض Hypotheses الفروض هي علاقات متوقعة بين متغيرين أو أكثر ، أو هي توقعات الباحث لنتائج دراسته وتعد الفروض حلولاً محتملة للمشكلة موضع الدراسة وتعتمد صياغة الفروض على النظريات أو البحوث السابقة أو كليهما، كما أنها تستخدم المصطلحات والمتغيرات التي حددها الباحث والفرض هو حل للمشكلة تؤيده بعض المعلومات أو الحقائق أو الأدلة النظرية أو الدراسـات السابقة ، ولكن صحته تعتمد على مدى تأييد الأدلة والشواهد والبيانات الفعلية للفرض
* وتوجد ثلاثة أنواع من الفروض وهى :
Research Hypothesis أ- الفرض البحثي

: يشتق الفرض البحثي عادة اشتقاقاً مباشراً من إطار نظري معين ، وهو يربط بين الظاهرة المراد تفسيرها وبين المتغير أو المتغيرات التي استخدمناها في هذا التفسير ومن أمثلة الفروض البحثية :
-
توجد علاقة بين الرضا عن العمل والإنتاجية لدى العاملين بالمؤسسات الصناعية
- مختلف طلاب المرحلة الثانوية عن الطالبات في مستوى القدرة اللفظية
وبالنظر إلى هذه الفروض نجد أن كلاً منها يتناول ظاهرة معينة واستند إلى إطار نظري في تحديد المتغيرات التفسيرية لهذه الظاهرة

Null Hypothesis ب- الفرض الصفري ( العدمي)
-
يظن البعض أن الفرض الصفري عكس الفرض البحثي ، لكن هذا غير صحيح ، فالفرض الصفري يعبر عن قضية إذا أمكن رفض صحتها فإن ذلك يؤدى إلى الإبقاء على فرض بحثي معين
- وهو يعنى أيضاً عدم وجود علاقة بين المتغيرات أو عدم وجود فروق بين المجموعات ، ولذلك فهو يسمى فرض العدم . ومعنى ذلك أنه فرض العلاقة الصفرية أو الفروق الصفرية بين المتوسطات " تساوى المتوسطات " ويلجأ الباحث للفرض الصفري في حال تعارض الدراسات السابقة أو في حال عدم وجود دراسات سابقة في موضوع بحثه
في تعديل السلوك المرضى
ومن أمثلته : لا توجد فروق بين طريقتي العلاج
statistical Hypothesis جـ - الفرض الاحصائي :

- عندما نعبر عن الفروض البحثية والصفرية بصيغة رمزية وعددية ، فإنها تسمى عادة الفروض الإحصائية فالفرض الإحصائي الصفري يعد بمثابة قضية تتعلق بحدث مستقبلي أو بحدث نواتجه غير معلومة حين التنبؤ ، ولكنه يصاغ صياغة رمزية تسمح بإمكانية رفضه ، وهو ما نلجأ بالفعل إلى اختباره بالأساليب الإحصائية
* وقد يكون الفرض الإحصائي "فرض موجه Directed " وهو صياغة للفرض مع تحديد اتجاه العلاقة " موجبة أو سالبة " ، أو تحديد اتجاه للفروق بين المجموعات في المتغير التابع
ومن أمثلته: توجد علاقة موجبة بين درجات التحصيل والابتكار لدى طلاب الجامعة
يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسطي درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في التحصيل لصالح المجموعة التجريبية -
وقد يكون الفرض الإحصائي " فرض غير موجه " وهو صياغة للفرض دون تحديد اتجاه للعلاقة أو الفروق
ومن أمثلته : توجد علاقة بين درجات التحصيل والابتكار لدى طلاب الجامعة
.يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسطي درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في التحصيل الدراسي


الافتراض

قد يعتقد البعض أنَّ صياغة الفروض عمليةٌ بحثية، خاصَّة بالعلماء، مقتصرة على المخابر، لكنَّ الصواب أنَّ الافتراض طبيعةٌ وسجية في العقل السليم، وكلُّ الناس يستعملونها بوعي أو بلا وعي، في الحياة اليومية، وفي جميع مناحي الحياة، ولولاها لبات الفكر عقيما، ساذجا، آليا، محنَّطا... شأن الذكاء الاصطناعي، الذي يعجز عن إبداع القيمة المضافة ذاتيًّا، لكنه يُعيد ما استوعب من معلومات بشكل منظَّم بُرمج عليه، وفق خوارزميات مدروسة، بلا قدرة على صياغة إشكالات ولا فروض ولا نظريات...

ومن ثمَّ فإنَّ الفروض والنظريات، هي من أبزر ميزات العقل البشري، التي لا يشاركه فيها أيُّ مخلوق آخر .

الافتراض هو حل مقترح أو حل مؤقت أو حل محتمل لعلاج أسباب المشكلة البحثية . و من المفضل ألا يكون عدد الافتراضات كبير جداً أو محدوداً جدأ بل يجب علي العالم أو الباحث أن يضع عدد مناسب من الافتراضات تتسق مع طبيعة المشكلة و أبعادها و أسبابها .

بعد قيام الباحث بإعداد الافتراضات التي تتعلق بحل المشكلة موضوع البحث المستخدم . و مرحلة اختبار الافتراضات تعني أن الباحث يفرز هذه الافتراضات الي افتراضات زائفة أو افتراضات صادقة .

و بعد ذلك يقوم العالم أو الباحث بصياغة التعميمات العلمية المرتكزة علي الافتراضات الصادقة و التي تم اختبارها ........

النظرية

للنظرية ( Theory ) عدد من المعاني المختلفة باختلاف الفرع التي تستخدم به هذه الكلمة .
*
ـ بشكل عام تكون النظرية نوعاً من التفسير لشرح كيفية حدوث ظاهرة طبيعية بشرط تحقق حدوث هذه الظاهرة وعدم وجود نزاع في حدوثها، تأتي الآن النظرية لتشرح آلية حدوث هذه الظواهر وتكون بشكل عام عرضة للصواب والخطأ، لكن التماسك المنطقي والرياضي للنظرية ثم شرحها لأكبر عدد ممكن من النتائج التجريبية يدعم النظرية ويعطيها تأكيداً أكثر فأكثر .

*
ـ تزداد النظرية صحة عندما تقدم تنبؤات بشأن ظواهر غير مثبتة بعد ، ثم تأتي الأرصاد والتجارب بإثباتها ، فنظرية النسبية العامة ( مثلاً ) تنبأت بانحرافات دقيقة في مدار الكوكب عطارد لم تكن مرصودة بعد ، وتم التحقق من ذلك بعد ظهور النظرية مما أعطاها مصداقية أكبر .

*
ـ هناك فرق شاسع بين الاستعمال ( العلمي ) لكلمة نظرية والاستعمال ( العام ) لها .
*
ـ بشكل عام يقصد بكلمة نظرية : أي ( رأي ) أو ( فرضية ) , في هذا المجال لا يتوجب أن تكون النظرية مبنية على حقائق .
*
ـ أما في المجال العلمي تشير النظرية إلى نموذج مقترح لشرح ظاهرة أو ظواهر معينة بامكانها التنبؤ باحداث مستقبلية ويمكن نقدها .. ينتج من ذلك أنه في المجال العلمي النظرية والحقيقة ليسا شيئين متضادين .. ( مثلاً ) الحقيقة هي أن الاجسام تسقط إلى مركز الكرة الارضية , والنظرية التي تشرح سبب هذا السقوط هي الجاذبية .

كما إنها :_عبارة عن مجموعة من المفاهيم والتعريفات والافتراضات التي تعطينا نظرة منظمة لظاهرة ما عن طريق تحديد العلاقات المختلفة بين المتغيرات الخاصة بتلك الظاهرة، وهذا بهدف تفسير تلك الظاهرة

والتنبؤ بها مستقبلا . هي وجهة نظر ولكن مبنية على أساس علمي تفسر ما يحدث أو تشرح العلاقة بين الأشياء ويمكن أن تتخطى ذلك إلى توقع ما الذي يمكن أن يحدث إذا اجتمعت عناصر معينة.

منهج البحث العلمي

ليس من السهل حصر التعريفات التي أطلقت على مفهوم البحث العلمي حيث تعددت تلك التعريفات وتنوعت تبعا لأهدافه ومجالاته ومناهجه ولكن معظم تلك التعريفات تلتقي حول التأكيد على دراسة مشكلة ما بقصد حلها وفقا لقواعد علمية دقيقة وهذا يعطي نوعا من الوحدة بين البحوث العلمية رغم اختلاف حياديتها وتعدد أنواعها
وقد تناول العديد من الباحثين مفهوم البحث العلمي, كما أختلفت مداخلهم وتباينت اتجاهاتهم حول هذا المفهوم, فكل واحد منهم قد نظر إليه من زاويته الخاصة وحسب ميوله أو قناعته العلمية وعند تناول مصطلح (
البحث العلمي) فسوف يلاحظ أنه يتكون من كلمتين هما (البحث) و (العلمي). أما البحث لغويا فهو مصدر الفعل الماضي (بحث) ومعناه "اكتشف ، سأل ، تتبع ، تحرى ، تقصى ، حاول ، طلب وبهذا يكون معنى البحث هو طلب وتقصي حقيقة من الحقائق أو أمر من الأمور وهو يتطلب التنقيب والتفكير والتأمل وصولا إلى شيء يريد الباحث الوصول اليه")
أما العلمي : فهي كلمة منسوبة إلى العلم والعلم يعني المعرفة والدراية وإدراك الحقائق)
والعلم في طبيعته " طريقة تفكير وطريقة بحث أكثر مما هو طائفة من القوانين الثابتة")
وهو منهج أكثر مما هو مادة للبحث فهو "منهج لبحث كل العالم الامبريقي المتأثر بتجربة الإنسان وخبرته "
أما العلم في منهجه فهو "المعرفة المنسقة التي تنشأ من الملاحظة والتجريب وأما في غايته فهو الذي يتم بهدف تحديد طبيعة وأصول الظواهر التي تخضع للملاحظة والدراسة فهدفه صوغ القوانين لإنه ليس بحثا يجد في طلب الحقيقة العظمى النهائية وإنما هو فقط أسلوب في التحليل يسمح للعالم بالوصول إلى قضايا مصاغة صوغاً دقيقا .
ويذكر (
رشوان ، 1989) بأن العلم لا يصلح أن نطلق عليه علماً إلا إذا توافرت فيه الشروط التالية:-
وجود طائفة متميزة من الظواهر يتخذها العلم موضوعا للدراسة والبحث2خضوع هذه المجموعة من الظواهر لمنهج البحث العلمي
الوصول في ضوء مناهج البحث إلى مجموعة من القوانين العلمية)
ويضيف (
كورمانوف ، 1983) إن "العلم إما أن يكون نظريا أو تطبيقيا فالنظري يتوجه إلى شرح للواقع والتطبيقي يتوجه إلى التأثير في الواقع ولا غايه نفعيه للعلم النظري أما التطبيقي فينظر إلى اعتبارات المردود المادي والربح .
فمفهوم العلم قد تطور بتطور العصور وتأثر بكل المتغيرات التي عاشتها تلك العصور فهو في العصور القديمة يميل إلى الجانب الفلسفي أكثر من الجانب الإنتاجي ثم يتدرج بتطور العصور إلى الجانب الإنتاجي والجانب التجريبي .
أي ان البحث العلمي جهداً يتطلب ملاحظة دقيقة تسفر عن العديد من المعلومات التي يتم تسجيلها بصوره منتظمة الوصف ، والأحداث التي يتم ملاحظتها ومن خلال التأمل والتفكر الثاقب يتم التخطيط لها لتكوين الفرضيات .

مصطلح مترجم عن اللغة الإنجليزية Scientific Researchفعبارة البحث العلمي فبالبحث العلمي يعتمد على الطريقة العلمية والطريقة العلمية تعتمد على الأساليب المنظمة الموضوعة في الملاحظة وتسجيل المعلومات ووصف الأحداث وتكوين الفرضيات.)
والبحث العلمي ليس من السهل الاتفاق على تعريف موحد له نظراً لتعقد أساليبه وتعدد الميادين التي يعمل فيها وتنوع أجهزته ومن تلك التعريفات ما ذكره (
خضر، 1989) وهو إنه " عملية فكرية منظمة يقوم بها شخص يسمى (الباحث) من أجل تقصي الحقائق في شأن مسألة أو مشكلة معينة تسمى (موضوع البحث) بإتباع طريقة علمية منظمة تسمى (منهج البحث) بغية الوصول الى حلول ملائمة للعلاج أو إلى نتائج صالحة للتعميم على المشكلات المماثلة تسمى (نتائج البحث ) .



تم و الحمد لله








هناك 3 تعليقات: